في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الفظائع التي يعيشها السودان، تعرض مستشفى مدينة المجلد في ولاية غرب كردفان، بتاريخ 21 يونيو 2025، لقصف عنيف عبر طائرة مسيّرة تابعة للجيش السوداني، مما أسفر عن مقتل واحد وأربعين مدنيًا، من بينهم مرضى وأفراد من الطاقم الطبي ومرافقوهم، في مشهدٍ وحشيّ يعكس استخفافًا تامًا بقيم الحياة وخرقًا فاضحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
كان المستشفى المدني المستهدف هو المرفق الصحي الوحيد العامل في المنطقة، ويؤدي دورًا محوريًا في تقديم الرعاية الصحية ليس فقط لسكان المدينة، بل أيضًا لعدد كبير من النازحين من مناطق النزاع المجاورة. لقد تسببت هذه الضربة في تدمير واسع للبنية التحتية للمرفق، وحرمان آلاف المدنيين من أبسط حقوقهم في العلاج، في ظل أزمة صحية متفاقمة أصلاً. وقد تعذر التعرف على عدد من الجثث بسبب شدة القصف، في حين فقدت أسرة واحدة وحدها واحدًا وعشرين فردًا من أبنائها أثناء تواجدهم في المستشفى، كما سُجلت إصابات خطيرة لعشرات آخرين.
إن المعلومات التي تحصلت عليها المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية من مصادرها المباشرة في المجلد، تؤكد أن هذا القصف لم يكن عرضيًا، بل استهدافًا متعمدًا لمرفق طبي مدني في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تحظر الهجمات على المستشفيات، خاصة أثناء النزاعات المسلحة. ولا يمكن تبرير هذه الجريمة تحت أي ذريعة عسكرية أو أمنية، بل تعكس نمطًا متصاعدًا من الانتهاكات التي دأبت عليها القوات النظامية، خصوصًا في المناطق الخارجة عن سيطرتها، أو تلك التي ينتمي سكانها لمناطق مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
إن هذه الهجمات تتناغم مع سياسة ممنهجة اتخذتها وحدات خاصة تابعة للجيش السوداني، تحت ما يُعرف بقوات “العمل الخاص” وبتوجيه مباشر من كتيبة البراء بن مالك، حيث تستهدف البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق التي ترفض التجنيد القسري تحت مسمى “حرب الكرامة”، أو التي يُراد إخضاعها عبر التهجير والتجويع والإرهاب. هذا النمط من الجرائم لا يمكن فصله عن استراتيجية حرب جماعية ضد المدنيين، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تستوجب المساءلة الفورية.
إن المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية إذ تدين هذا الهجوم بأشد العبارات، تدعو المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التحرك العاجل لفتح تحقيق دولي مستقل، وضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجريمة من العقاب. كما نطالب بتوفير حماية خاصة للمرافق الصحية في مناطق النزاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق.
إن صمت العالم على مثل هذه الجرائم هو تواطؤ غير مباشر، وتخلٍ عن الضمير الإنساني. ما يحدث في السودان ليس صراعًا تقليديًا، بل مأساة إنسانية كبرى، يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.
للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
التعليقات مغلقة.