مجزرة الدبكر: الإرهاب الجوي سلاح الجيش السوداني ضد المدنيين
31 يوليو 2025
ترصد المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية بقلق بالغ استمرار الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها سلاح الطيران التابع للجيش السوداني ضد المدنيين، والتي تشكّل
انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان. في أحدث تلك الوقائع، شهدت قرية “الدبكر”، الواقعة على بُعد 30 كيلومترًا شرق مدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان، مجزرة مروعة إثر غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة في يوم 29 يوليو 2025، وراح ضحيتها ما لا يقل عن أربعين مدنيًا بينهم نساء وأطفال، إلى جانب عشرات الجرحى.
وبحسب إفادات متطابقة من شهود عيان ومصادر ميدانية موثوقة، فإن الغارة استهدفت مباشرةً مجموعة من الأهالي من قبيلة الحوازمة أثناء مشاركتهم في أداء واجب العزاء، ما أدى إلى سقوط عدد من القذائف وسط التجمع، مسببة حالة من الهلع والصدمة والدمار غير المسبوق. وقد أظهرت الصور والفيديوهات الواردة من الموقع مشاهد مأساوية لجثث ممزقة، وأسر كاملة أُبيدت، ما يعكس الطابع الانتقامي والممنهج لهذا الهجوم.
تشير الأدلة الميدانية إلى أن استهداف أفراد من قبيلة الحوازمة لم يكن عشوائيًا، بل جاء في سياق سياسة العقاب الجماعي المتبعة تجاه المكونات الاجتماعية التي رفضت الانخراط في القتال إلى جانب الجيش السوداني. وتُعد قبيلة الحوازمة من المكونات المنضوية تحت مجموعة البقارة، وقد عُرفت بموقفها المحايد منذ اندلاع النزاع، وهو ما جعلها في مرمى الغارات الانتقامية المتكررة.
أحد الشهود أفاد بأن إحدى القذائف سقطت على منزلٍ سكني فقتل جميع من بداخله عدا طفلين لم يتجاوزا الرابعة من العمر. وتضمن تسجيل مصوّر مقابلة مؤثرة مع أحد الناجين، وهو ربّ أسرة فقد زوجته وبناته ووالدته في القصف، وكان يتوسل باكيًا أن يقتص الله له من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مؤكدًا أنه مدني لا علاقة له بأي طرف في النزاع، متسائلًا: “ما ذنبنا لتضربنا طائرات البرهان؟”.
وفي مقابلة خاصة أجرتها المنظمة مع مسؤول مطّلع رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، أشار إلى أن ما يُسمى بالجيش السوداني لم يعد سوى واجهة لتحالف غير شرعي تقوده عناصر من النظام السابق، لا سيما الحركة الإسلامية، التي تسعى إلى العودة إلى الحكم عبر العنف وتغذية الصراع، مستخدمة في ذلك موارد الدولة لشراء ولاءات مليشيات مسلحة ومرتزقة مدربة، سواء داخل السودان أو خارجه.
إن هذا الحادث يعكس صورة مرعبة لتدهور الأوضاع الإنسانية وغياب أي رادع قانوني أو أخلاقي لدى الجهة المنفذة. وتؤكد المنظمة أن استخدام الطائرات المسيرة ضد أهداف مدنية يُصنّف كجريمة حرب يجب أن تُحاسب عليها القيادات العسكرية والسياسية المسؤولة.
تطالب المنظمة بما يلي:
1.فتح تحقيق دولي مستقل وعاجل في مجزرة “الدبكر” تحت إشراف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
2.تقييد استخدام الطيران الحربي في النزاعات الداخلية، ومحاسبة الجهات التي تأمر وتنفيذ هذه الهجمات على المدنيين.
3.إيقاف التعامل الدولي مع السلطة القائمة في بورتسودان بصفتها ممثلًا للدولة، إلى حين خضوعها للمساءلة القانونية.
4.ضمان الحماية العاجلة للمجتمعات المدنية التي اتخذت موقف الحياد ورفضت الانضمام لحملة الاستنفار التي تقودها كتائب العمل الخاص التي تتبع للمليشيات التابعة للجيش .
5.فرض حظر فوري على تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الأطراف السودانية المتورطة في الانتهاكات.
للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
https://oaahd.org/en
التعليقات مغلقة.