المنظمة الإفريقية-الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية ترحيب بمحادثات واشنطن بين أطراف الحرب السودانية واستحضار جذور الصراع ومتطلبات السلام العادل 24 أكتوبر 2025م
المنظمة الإفريقية-الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية
ترحيب بمحادثات واشنطن بين أطراف الحرب السودانية واستحضار جذور الصراع ومتطلبات السلام العادل
24 أكتوبر 2025م
ترحب المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية بالإجراءات الجارية في واشنطن برعاية الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة)، بهدف التمهيد لمحادثات سلام بين طرفي الحرب في السودان. وتُثمن المنظمة الدور الأمريكي المحوري في هذه الجهود، إذ كان ولا يزال للولايات المتحدة القدح المعلى في الدفع نحو مسار تفاوضي جاد ومتوازن، يضع في الاعتبار معاناة الشعب السوداني ويُعطي الأولوية لوقف نزيف الدم.
ترى منظمتنا أن هذا التحرك يمثل خطوة إيجابية في اتجاه إنهاء الحرب، لكنه لن يُفضي إلى سلام دائم ما لم يتناول جذور النزاع السوداني الممتد منذ عام 1955 عقب الاستقلال، حينما بدأت حلقات الصراع الداخلي نتيجة هيمنة فئة محدودة على الثروة والسلطة. هذه البنية غير العادلة كانت وراء اندلاع سلسلة من الحروب التي عصفت بالبلاد، بدءاً من الحرب الأهلية الأولى التي أفضت إلى انفصال جنوب السودان بعد عقود من القتال ارتُكبت خلالها فظائع مروّعة من قبل الجيش السوداني، مروراً بحروب جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، وصولاً إلى النزاعات في شرق السودان.
إن أي اتفاق سلام جزئي جديد لن يكون إلا تأجيلاً لجولة أخرى من الحروب، ما لم تُعالج جذور الأزمة البنيوية التي تقوم على احتكار السلطة وإقصاء المكوّنات الإقليمية والمجتمعية. ويتعين أن يكون التمثيل في أي عملية سياسية شاملاً ومتوازناً، بحيث لا تُقصى أي ولاية أو جهة أو مجموعة إثنية أو اجتماعية، وألا يُعاد إنتاج النمط القديم القائم على تمثيل فوقي لصفوة تدّعي الحديث باسم السودان بينما تُكرّس واقع التهميش واحتكار الأقلية.
تؤكد المنظمة أن الحرب الراهنة ليست سوى نتاج مباشر لمشروع النظام الإسلاموي الذي فقد السلطة عقب ثورة ديسمبر المجيدة، وهي ثورة جسدت بطولات وتضحيات عظيمة قدّم فيها الشباب والنساء أروع صور النضال من أجل الحرية والكرامة. وقد أشعل فلول النظام المباد هذه الحرب لاستعادة نفوذهم عبر المؤسسة العسكرية، وهو ما جعل الجيش السوداني نفسه جزءاً أصيلاً من المشكلة الوطنية لا أداةً لحلها. ومن ثم فإن إعادة بناء جيش وطني مهني خاضع للسلطة المدنية، يمثل أساس أي عملية انتقال حقيقية.
وفي هذا السياق، تؤكد المنظمة أن القضاء بصورة قاطعة على الحركة الإسلامية في السودان أصبح ضرورة وطنية وإقليمية ودولية، إذ أثبتت التجربة أن هذه الحركة ليست كياناً سياسياً عادياً بل منظومة أيديولوجية راعية للإرهاب الدولي والإقليمي، ومصدر تهديد مباشر للسلم والأمن في السودان، وفي جواره الإفريقي والعربي، بل وللأمن والسلم الدوليين عموماً. إن استئصال نفوذ هذه الحركة ومحاسبة رموزها يمثل شرطاً لا غنى عنه لتحقيق الاستقرار الدائم وبناء دولة مدنية حديثة قائمة على سيادة القانون.
كما تؤكد المنظمة أن وزارة الخارجية التابعة لسلطة بورتسودان لا تمثل حكومة شرعية، إذ أعاد الجنرال عبد الفتاح البرهان منظومة الإسلاميين إلى السلطة وسمح بعودة الدبلوماسية التي عطّلت مسار الانتقال الديمقراطي وأجهضت عملية السلام.
وفي ضوء ذلك، ترى المنظمة أن المرحلة الأولى من أي عملية سياسية يجب أن تركز على الشق العسكري والأمني، عبر تنفيذ إجراءات متعارف عليها دولياً تشمل:
• وقف شامل وغير مشروط لإطلاق النار تحت رقابة آلية دولية وإقليمية محايدة.
• فصل القوات المتحاربة وتثبيت خطوط التماس بما يضمن أمن المدنيين.
• إخلاء المدن والتجمعات السكنية من المظاهر العسكرية، وتوفير مناطق عازلة.
• نشر مراقبين دوليين ومحليين بإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
• فتح الممرات الإنسانية الآمنة لتسهيل إيصال المساعدات والإغاثة دون قيد أو شرط.
• إطلاق سراح المعتقلين المدنيين والسياسيين وضمان المحاسبة على الانتهاكات دون إفلات من العقاب.
• تهيئة مناخ سياسي شامل للحوار الوطني بعيداً عن السيطرة العسكرية أو الإقصاء السياسي.
• تجميد النشاط الدبلوماسي للطرفين المتحاربين إلى حين الاتفاق على ترتيبات انتقالية محايدة.
• عدم الاعتراف بأي كيان نشأ بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 كممثل شرعي خارجي أو إقليمي.
• قصر مهام الحكومات المؤقتة على إدارة الشأن الداخلي فقط إلى حين اكتمال الترتيبات الدستورية.
وتثمّن المنظمة الدور الفعّال الذي تضطلع به الولايات المتحدة الأمريكية ضمن الرباعية، إذ برزت جهودها في تقريب وجهات النظر ورسم مسار أكثر توازناً، وهو ما يتسق مع دورها في دعم مساعي السلام في مناطق أخرى من العالم مثل أوكرانيا والشرق الأوسط.
إن السلام في السودان لن يُبنى على اتفاقات شكلية تُخدّر الصراع، بل على تسوية عادلة وشاملة تضع حداً لاحتكار السلطة وتضمن المشاركة المتساوية في القرار الوطني. فالسلام الحقيقي هو الذي يصنعه الشعب السوداني بإرادته الحرة، على قاعدة العدالة والمواطنة والمساءلة، لا بصفقات النخب أو تسويات القوة. وأي سلام لا يتأسس على هذه القيم لن يكون سوى هدوء مؤقت يسبق العاصفة القادمة.
للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
https://oaahd.org/en
التعليقات مغلقة.