المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية ضعف دقة معهد ييل للبحوث الإنسانية في توثيق أحداث الفاشر وانعكاساته على مصداقية التقارير الحقوقية 9 نوفمبر 2025
المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية
ضعف دقة معهد ييل للبحوث الإنسانية في توثيق أحداث الفاشر وانعكاساته على مصداقية التقارير الحقوقية
9 نوفمبر 2025
تشير التطورات الأخيرة إلى أزمة خطيرة في مصداقية بعض التقارير الحقوقية والإعلامية الصادرة عن مؤسسات أكاديمية دولية، وعلى رأسها مشروع بيانات النزاعات الإنسانية التابع لمعهد ييل للبحوث الإنسانية (Yale Humanitarian Research Lab – HRL)، الذي نُسبت إليه صور وبيانات قيل إنها توثّق انتهاكات جسيمة في مدينة الفاشر، بينما أظهرت التحليلات التقنية والبيانات الميدانية اللاحقة عدم دقتها من حيث الزمن والموقع والمضمون.
لقد تابعت المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية بقلق بالغ هذا الخلل المنهجي، الذي لا يمس فقط مصداقية المعهد المعني، بل يمتد أثره إلى سلسلة واسعة من الآليات الدولية والإقليمية التي تعتمد بشكل غير نقدي على تلك التقارير، أو على منظمات محلية وإقليمية متماهية مع حكومة بورتسودان أو مخترقة بعناصر ذات توجهات سياسية أو أيديولوجية.
وقد سبق للمنظمة أن نبّهت في عدد من تقاريرها إلى خطورة هذا النمط من الاعتماد، ودعت الجهات الأممية والإقليمية إلى التريّث والتحقق في التعامل مع الشهادات والمصادر الميدانية، مع ضرورة إدراك الطبيعة المعقدة للحرب في السودان، حيث تشكل المنصات الإعلامية ومنظمات حقوقية متعددة الولاءات جزءًا من أدوات التضليل وتجزئة المعلومات.
إن المراجعة المستقلة التي أجراها الفريق الفني لقناة فرانس 24 وعدد من الخبراء المتخصصين في تحليل صور الأقمار الصناعية، أكدت أن الصور التي تداولها معهد ييل تعود إلى أزمنة سابقة ولا تتصل جغرافيًا أو ميدانيًا بالأحداث في الفاشر. كما أن تحليل التسلسل الزمني لتلك البيانات كشف عن تلاعب في التفسير البصري والمكاني، ما يجعل التقرير الصادر عنها يفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير المهنية في التوثيق والتحقق.
انطلاقًا من ذلك، تؤكد المنظمة النقاط التالية:
1. التحقق مسؤولية أخلاقية ومهنية:
إن نشر صور أو معلومات غير دقيقة، دون تحقق صارم من المصادر، يشكل تواطؤًا غير مباشر مع التضليل، ويقوّض ثقة الضحايا والمجتمعات في العدالة الدولية.
2. مراجعة منهجيات الاعتماد المؤسسي:
تدعو المنظمة الآليات الأممية والإقليمية، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبعثة تقصي الحقائق في السودان، ومجلس السلم والأمن الإفريقي، إلى مراجعة آلياتها في جمع المعلومات والتحقق من هوية الشركاء المحليين، لضمان ألا تكون مصادرها منحازة أو موجّهة سياسيًا.
3. المساءلة والشفافية الأكاديمية:
تطالب المنظمة معهد ييل للبحوث الإنسانية (HRL) بإصدار توضيح رسمي حول مصادره، ومنهجيته في التحقق، وتقديم اعتذار للضحايا والمجتمع الدولي عن الخلل المنهجي الذي تسبب في تضليل الرأي العام والإضرار بالثقة في البحوث الأكاديمية.
4. المعلومة المضللة سلاح في زمن الحرب:
تذكّر المنظمة بأن جزءًا كبيرًا من الصراع السوداني اليوم يُدار عبر المنصات الإعلامية والحملات الحقوقية المصمّمة لتوجيه السرديات وتغذية الانقسامات. ومن هنا فإن دقّة المعلومة ليست ترفًا، بل ركيزة للسلام والعدالة.
5. التزام المنظمة بالتحقق والاستقلالية:
تؤكد المنظمة الإفريقية الأوروبية التزامها بمواصلة عملها في الرصد الميداني، والتحقق المستقل، وتحليل السرديات الإعلامية بما يضمن بناء فهم واقعي وشامل لطبيعة الحرب في السودان، بعيدًا عن أي انحياز أو تضليل.
ختامًا، ترى المنظمة أن التهاون في التحقق من الأدلة والمصادر يؤدي إلى إعادة إنتاج الأكاذيب الرسمية بغطاء دولي، ويشكّل خطرًا مباشرًا على العدالة الانتقالية وحقوق الضحايا.
وتدعو المنظمة جميع المؤسسات البحثية والحقوقية والإعلامية إلى مراجعة آلياتها المنهجية والأخلاقية، واعتماد معايير صارمة في جمع وتحليل المعلومات، صونًا لكرامة المدنيين واحترامًا لحق الشعوب في الحقيقة.
للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
https://oaahd.org/en
التعليقات مغلقة.