التاريخ: 12 يوليو 2025
تتابع المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية ببالغ القلق والاستياء تصاعد وتيرة الاعتداءات التي يتعرض لها مجتمع اللاجئين السودانيين في مستوطنة كيرياندنغو، شمال أوغندا، والتي كان آخرها الهجوم العنيف الذي وقع مساء الخميس 10 يوليو 2025، وأسفر عن إصابة عدد من اللاجئين السودانيين العزل بإصابات بالغة.
في التفاصيل، شنّت مجموعة كبيرة يُقدّر عدد أفرادها بأكثر من مئة شخص، مسلحين بالعصي والسواطير والأدوات الحادة، هجومًا منسقًا على منطقة تقع شرق المستوطنة، في هجوم مباغت من ثلاثة اتجاهات. وقد اقتحم المهاجمون منازل اللاجئين واعتدوا عليهم بالضرب والطعن، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 16 شخصًا، بينهم أربعة في حالات حرجة، نُقل اثنان منهم إلى مدينة قولو، بينما يتلقى الآخرون العلاج في مستشفى كيرياندنغو ومستشفى بنادولي الذي يفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية.
ورغم تدخل الشرطة واللجنة الأمنية، إلا أن السلطات لم تتمكن من توقيف أي من الجناة، واقتصر دورها على نقل عدد من المصابين في ظل غياب سيارات إسعاف أو فرق طبية ميدانية. وقد اضطر الأهالي إلى تولي مهمة الإسعاف بأنفسهم، في مشهد يُجسد هشاشة الوضع الإنساني والخدمي في المستوطنة.
جدير بالذكر أن دولة أوغندا تُعد من الدول الرائدة في استقبال اللاجئين على مستوى القارة، وتستضيف على أراضيها مئات الآلاف منهم، وتُمنح لهم بموجب قانونها الحق في الإقامة والعمل والتعليم، شأنهم شأن المواطنين الأوغنديين باستثناء الحق في التصويت. وقد ظلت السلطات الأوغندية تبذل جهودًا كبيرة لتوفير سبل العيش الكريم للاجئين رغم محدودية الموارد، وهو أمرٌ تستحق عليه الإشادة.
لكن ما جرى في كيرياندنغو لا يمكن تجاهله، إذ يُمثّل انتهاكًا جسيمًا لكرامة اللاجئ وسلامته، كما يثير تساؤلات مقلقة حول دوافع الاعتداء، خصوصًا مع غياب أي مؤشرات على أن الهجوم بدافع السرقة أو النزاع الشخصي، وهو ما يعزز المخاوف من وجود استهداف ممنهج للاجئين السودانيين في تلك المستوطنة، وسط صمت مريب من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتراخٍ واضح من بعض الجهات الأمنية.
وقد ألقت هذه الحادثة بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية للمجتمع السوداني في كيرياندنغو، حيث أُجبر السكان على تأجيل عدد من الفعاليات المجتمعية، أبرزها الاحتفال بتكريم طلاب الشهادة الثانوية السودانية، بعد إصابة عدد من قيادات المجتمع المحلي لللاجئين.
وفي ضوء هذه التطورات الخطيرة، تؤكد المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية ما يلي:
1.إن ما حدث يُشكّل انتهاكًا صريحًا للحق في الحماية والأمان المنصوص عليه في اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، ويُلزم الدولة المضيفة ومفوضية شؤون اللاجئين باتخاذ تدابير فورية لضمان أمن وسلامة السكان المستهدفين.
2.ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف حول الحادثة، يشمل تحديد هوية الجناة، ومساءلتهم وفقًا للقانون، مع توفير ضمانات عدم تكرار هذه الانتهاكات مستقبلاً.
3.دعوة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تحمل مسؤولياتها كاملة في حماية اللاجئين السودانيين، وتوفير سبل العلاج والدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.
4.مناشدة المجتمع الدولي، ولا سيما منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية باللاجئين، إلى مراقبة الأوضاع في كيرياندنغو، وتقديم الدعم اللازم للحكومة الأوغندية من أجل تعزيز آليات الحماية في المستوطنات.للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
https://oaahd.org/en
التعليقات مغلقة.