OAAHD

بيان بشأن الغارات الجوية المتكررة على مدينة أبوزبد – ولاية غرب كردفان

26 يوليو 2025
تُعرب المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية عن بالغ قلقها واستنكارها لتصاعد وتيرة الهجمات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة السودانية ضد مناطق آهلة بالسكان المدنيين في مدينة أبوزبد، بولاية غرب كردفان. وتُظهر طبيعة هذه الهجمات وما خلفته من خسائر بشرية ومادية فادحة، نمطًا مقلقًا من الانتهاكات الجسيمة التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب، في خرق صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
في يوم 25 يوليو 2025، تعرّضت المدينة لضربة جوية وُصفت من قبل مصادر طبية وشهود عيان بأنها من أشد الهجمات عنفًا منذ بداية النزاع، حيث استخدمت فيها ذخائر شديدة الانفجار، أسفرت عن مقتل خمسة عشر مدنيًا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم حالات حرجة. وقد أثار نمط الإصابات وطبيعة الدمار الناتج عن القصف، إضافة إلى ظهور بقايا بيضاء غريبة في محيط موقع الانفجار، شبهات جدية حول استخدام مواد سامة أو ذخائر تحتوي على مكونات كيميائية محظورة.
تُعد هذه الضربة الأخيرة حلقة ضمن سلسلة متواصلة من الهجمات الجوية استهدفت المدينة خلال شهر يوليو، شملت غارة بطائرة مسيرة في 11 يوليو أودت بحياة ثمانية أشخاص، أعقبها قصف في 13 يوليو خلّف عشرة قتلى، ثم استهداف مركز للنازحين داخل كلية الشريعة والقانون في 17 يوليو، وقصف السوق الشعبي في 21 يوليو مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين آخرين. جميع هذه الضربات كانت موجهة نحو أهداف مدنية بحتة، ولا توجد مؤشرات على وجود أي نشاط عسكري داخلها.
وتشير تقارير طبية حصلت عليها المنظمة إلى وفاة ما لا يقل عن خمسة وستين مدنيًا كانوا محتجزين في مراكز عزل صحية عقب هذه الغارات، بعد أن ظهرت عليهم أعراض مرضية حادة لا تتوافق مع تشخيص الكوليرا كما تم الترويج له رسميًا، بل تُرجح طبيعتها إلى التعرض لمواد سامة ناتجة عن القصف الجوي. وتؤكد هذه المعلومات غياب الرعاية الطبية الملائمة، وانعدام أي رقابة مستقلة على أوضاع المحتجزين.
وتؤكد المعطيات الميدانية أن هذه الهجمات تأتي ضمن سياسة انتقامية تنتهجها القيادة العسكرية ضد المجتمعات المحلية التي رفضت الانخراط في حملات التجنيد القسري التي تقودها وحدات شبه عسكرية تحت مسمى “كتائب البراء”، والتي تُستخدم كأداة ضغط وترهيب في إطار ما يُعرف بـ”حرب الكرامة”.
وترى المنظمة أن ما يجري في مدينة أبوزبد لا يمكن تصنيفه كأفعال معزولة أو طارئة، بل يُشكل جزءًا من نمط ممنهج قائم على استخدام القوة الجوية كوسيلة للعقاب الجماعي، مدفوع بأبعاد جهوية وتمييزية واضحة. وهو ما يمثل، من وجهة نظر المنظمة، جريمة حرب مكتملة الأركان تستدعي تحركًا فوريًا وحاسمًا من قبل المجتمع الدولي.
وبناءً على ما سبق، تطالب المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية بما يلي:
•فتح تحقيق دولي عاجل، مستقل وشفاف بشأن الغارات الجوية على مدينة أبوزبد، بما يشمل تحليل طبيعة الذخائر المستخدمة وتحديد المسؤولين عن إصدار وتنفيذ الأوامر.
•تحميل القيادة العليا للقوات المسلحة السودانية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذه الانتهاكات، ووقف كافة أشكال العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين، لاسيما في المناطق التي تؤوي نازحين ومُهجّرين.
•إيفاد بعثات مراقبة وتوثيق دولية إلى المناطق المتضررة لتقصي الحقائق، وتقديم الدعم الإنساني والطبي العاجل للضحايا وأسرهم.
•دعوة الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والاتحاد الإفريقي إلى اتخاذ تدابير فعالة لوقف استخدام الطيران العسكري ضد الأهداف المدنية، وضمان الحماية الفعلية للمدنيين في جميع مناطق النزاع.
•التأكيد على أن استمرار هذا النهج العدواني سيؤدي إلى تفاقم النزوح الداخلي، وزيادة المعاناة الإنسانية، وتعريض وحدة السودان واستقراره لمزيد من التهديدات بعيدة المدى.
وتجدد المنظمة التزامها برصد وتوثيق الانتهاكات، ومناصرة ضحايا القصف الجوي والانتهاكات العسكرية في كافة المناطق المتأثرة، داعية جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه الشعب السوداني
للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
https://oaahd.org/en

التعليقات مغلقة.