استهداف القيادات الأهلية والمجتمعات الرافضة للتجنيد القسري في «المزروب» (شمال كردفان)

17 أكتوبر 2025م

تتابع منظمتنا ببالغ القلق والإدانة ما ورد من شهادات ووثائق عن القصف الجوي الذي نفّذته طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو السوداني، يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، على اجتماع لإدارة قبيلة المجانين في منطقة «المزروب» شمال ولاية كردفان. استهدف الهجوم كبار الشيوخ وأعيان القبيلة الذين رفضوا المشاركة في الاستنفار القسري تحت مسمى «حرب الكرامة». وأسفر القصف، وفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من القيادات التقليدية والمواطنين، من بينهم ناظر القبيلة سليمان جمعة سهل الذي لقي حتفه، إلى جانب عدد من وجهاء القبيلة الذين أُحصيت أسماؤهم ضمن القتلى والمصابين.

تؤكد الشهادات الميدانية أن الضحايا شملوا عدداً كبيراً من كبار السن والنساء والأطفال، وأن كثيراً من الجرحى في حالات حرجة لا يمكن إنقاذها دون تدخل طبي متقدم، في ظل انقطاع إمدادات الأدوية الأساسية وتعطّل عمل الإمداد الطبي في هذه المناطق. كما وقعت في الأيام القليلة الماضية محاولة اغتيال موثقة لناظر قبيلة الحمر عبدالقادر منعم منصور، قُصِف مقره التاريخي بطائرة مسيّرة مما أدى إلى إصابات ووفيات من أسرته، وهذا يؤكد نمطاً متصاعداً من الاستهداف الممنهج لرموز المجتمعات المحلية.

ما نشهده لا يمكن وصفه كحادث معزول؛ بل يبدو جزءاً من استراتيجية انتقامية ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة المجتمعات التي رفضت القبول بتجنيد قسري لأبنائها، عبر ضرب قياداتها التقليدية والمجالس الأهلية ورموزها. كما تفيد تقارير أن الجيش السوداني يفرض على الأسر في مناطق الخضوع تسليم رجال للتجنيد الإجباري أعمارهم دون السن القانونية وبدون تدريب ملائم، وهو ما يرقى إلى استغلال بشري وممارسة تعسفية تهدد حياة الصغار والفتية في المجتمعات.

من الناحية القانونية، فإن استهداف شخصيات مدنية بزعم كونها «معارضة» أو «رافضة للتجنيد» ينتهك مبدأ التمييز والحماية المقرّرين في القانون الدولي الإنساني. وإذا ثبت أن هذه الضربات جرى تخطيطها كأداة عقابية لإرهاب مجموعة مدنية أو إثنية، فقد تكتسب أبعاداً جنائية تصل إلى جرائم ضد الإنسانية أو أفعالاً ذات طابع جماعي. كما أنّ إجبار أسر على تقديم أبنائها قسريًا دون بلوغ السن القانونية يُشكّل خرقاً لحقوق الطفل ومبادئ حماية المدنيين.

تطالب المنظمة الإفريقية-الأوروبية للعمل الإنساني بما يلي فوراً:
1. فتح تحقيق دولي مستقل ونزيه في مجمل الهجمات على القيادات الأهلية والمجتمعات المدنية في المزروب وبقية مناطق كردفان، مع توفير حماية فعّالة للضحايا والشهود.
2. فرض حظر فوري للطيران العسكري فوق المناطق المتأثرة إلى حين استكمال تحقيقات مستقلة، كإجراء احترازي لمنع مزيد من القتل العمدي للمدنيين.
3. مطالبة المجتمع الدولي والهيئات الموردة للتقنيات العسكرية بوقف أي دعم أو توريدات تتبيّن أنها تُستخدم لارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، وفرض عقوبات على الجهات والكيانات المتورطة.
4. تقديم مساعدات طبية طارئة وحماية إنسانية عاجلة لمدينة المزروب والمناطق المجاورة، وضمان وصول أدوية الطوارئ والعناية المركزة بالتنسيق مع منظمات إنسانية محلية وإقليمية ودولية.

تنبه منظمتنا إلى أن الصمت الدولي أو الخطوات الشكلية غير الكافية ستعدّ مساهماً غير مباشر في استمرار سياسة العقاب الجماعي. إن واجب الحماية يقع اليوم على عاتق المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة الإقليمية، ولن تتوقف الآلام إلا بمسارات قضائية واضحة وإجراءات حماية ملموسة على الأرض.

للتواصل: مع
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: oaahd11@gmail.com
وتساب:+33753936781
https://Oaahd.com
https://oaahd.org/en

استهداف القياداتالقيادات الاهليةالمزروبشمال كردفان